وسط تحديات تاريخية.. الأمازون البرازيلية تستضيف مفاوضات مناخية حاسمة

وسط تحديات تاريخية.. الأمازون البرازيلية تستضيف مفاوضات مناخية حاسمة
قمة الأطراف الثلاثين للمناخ (كوب30)

دعت قمة الأطراف الثلاثين للمناخ (كوب30)، المنعقدة في مدينة بيليم بالبرازيل، المجتمع الدولي إلى التعامل مع الأزمة المناخية المتسارعة، حيث تضم المنطقة غابات الأمازون المطيرة الحيوية التي تواجه تهديدات متزايدة تشمل إزالة الغابات، التعدين غير القانوني، والتلوث.

وجاءت هذه الدعوة في إطار فعالية حضرها نحو 50 ألف مشارك، منهم قادة دوليون، خبراء بيئيون، ممثلون عن منظمات المجتمع المدني، وصحفيون، بهدف حث الدول على التوافق على استراتيجيات عالمية لوقف الانهيار البيئي والتغير المناخي، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

اختار الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا استضافة المؤتمر في قلب الأمازون، رغم نقص الفنادق والبنية التحتية، لإطلاع المشاركين على الوضع الفعلي للغابات والأنهار، ولتسليط الضوء على معاناة السكان المحليين من آثار التغير المناخي والانتهاكات البيئية، وقال لولا: "نريد أن يرى الناس الوضع الحقيقي للغابات وأنهارنا والسكان الذين يعيشون هناك".

وأكدت مصادر مقربة من الأمم المتحدة وجود مخاوف لوجستية بشأن تجهيز أجنحة الدول وضمان الاتصالات والغذاء خلال المؤتمر، ما يزيد من تعقيد المفاوضات المرتقبة خلال الأسبوعين المقبلين.

التحديات العالمية والمحلية

تتركز النقاشات على كيفية جمع التمويل لدعم الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية، مثل جامايكا والفيلبين، في ظل تصاعد الأعاصير والجفاف. 

كما يشكل التوازن بين مصالح الدول الغنية والنامية لغزًا كبيرًا، خصوصًا بعد تعزيز صناعة النفط وقضايا الوقود الأحفوري، حيث طرحت البرازيل "خريطة طريق" لإدارة هذا القطاع بطريقة مستدامة.

وقال رئيس المؤتمر البرازيلي، أندريه كوريا دي لاغو: "كيف سنفعل ذلك؟ هل سيكون هناك إجماع على كيفية المضي قدماً؟ هذا أحد الألغاز الكبرى لمؤتمر الأطراف الثلاثين".

أهداف باريس المناخية

على مدى ثلاثة عقود، تسعى الدول الأعضاء في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ إلى الحد من ارتفاع درجات الحرارة، وصولًا إلى اتفاقية باريس 2015 التي تحدد سقف 1,5 درجة مئوية للارتفاع. 

لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد مؤخرًا أن تجاوز هذا الحد قريب، ما يجعل الحد من الانبعاثات ضرورة عاجلة، خصوصًا مع استمرار حرق النفط والغاز والفحم عالميًا.

وتناضل مجموعة من الدول الجزرية الصغيرة لتضمين معالجة هذا الفشل على جدول أعمال كوب30، حيث قال مانجيت داكال، مستشار مجموعة أقل البلدان نمواً: "1,5 درجة مئوية ليست مجرد رقم، إنها مسألة بقاء. لا يمكننا قبول أي قرار لا يناقش فشلنا في تجنب هذا الارتفاع".

حضور ترامب الرمزي

تغيب الولايات المتحدة لأول مرة عن هذا المؤتمر، ما يمثل سابقة تاريخية، في حين يظل دونالد ترامب حاضرًا بشكل غير مباشر عبر تصريحاته على وسائل التواصل الاجتماعي، منتقدًا إزالة الغابات في بيليم لبناء طريق جديد.

وتشكل هذه القمة اختبارًا حقيقيًا لقدرة المجتمع الدولي على التعاون ومواجهة التحديات المناخية الكبرى، وسط توقعات بمفاوضات قد تُعد من الأصعب في التاريخ الحديث لمنع انهيار الجهود العالمية للحد من التغير المناخي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية